حانت ساعة التغيير في عالم منصات الألعاب المنزلية، وآن الأوان لمحبي الترفيه المنزلي أن يختاروا بين منصتين هما الأقوى والأفضل في المرحلة المقبلة، البلايستيشن PS4 والاكس بوكس وان Xbox One, في ظل غياب أية خيارات أخرى تلوح في الأفق.
راهنت سوني على جهازها بشكل قوي من حيث التصميم والمواصفات وحتى السعر , لكن مايكروسوفت منافسة لا يستهان بها وقد أبدعت أيضا في منصتها الجديدة، وهذا ما يدفعنا للبحث عن الأقوى من مختلف الجوانب.
و في وقت تستعر فيه المعركة بين الشركتين، تواصل جماهير سوني ومايكروسوفت جدالا عقيما لا ينتهي، يحاول فيه الطرفان إقناع بعضهما البعض أن جهازه يتفوق على جهاز الآخر.
من الأفضل؟ سؤال يطرحه الجميع وتتزايد أهميته في ظل اتخاذ الشركتين العملاقتين الأميركية واليابانية خطوات كبيرة ومؤثرة لتسويق منصتيهما، قبل أن يقول الجمهور كلمته عند طرحهما في الأسواق العالمية.
من هذا المنطلق، أحاول أن استعرض نقاط القوة للمنصتين و نقاط ضعفهما, لنغوص في أعماق الجهازين ولنتوصل بشكل علمي وموضوعي إلى الأفضل.
الإعلان الرسمي عن Xbox One و PS4 في معرض واحد
رغم أن سوني ومايكروسوفت تحدثتا في مؤتمرات منفصلة بشهور عن منصتيهما الجديدتين، الا أن الحديث الأكثر تفصيلا وتعمقا كان في معرض E3, حيث جرى استعراض مميزات المنصتين وأسعارهما والدعم التطويري إضافة إلى بعض الألعاب الحصرية.
منذ اللحظة الأولى للإعلان عنها، اختلفت آراء الجمهور والمتابعين حول Xbox One و PS4، بين من رأى أن سوني تفوقت ومن رأى العكس.
مايكروسوفت تتدارك موقف انتصار سوني من الوهلة الأولى
مع إعلان مايكروسوفت عن دعم جهازها لخاصية منع الألعاب المستخدمة, وإجبار المستخدمين على الاتصال بالإنترنت، أصبح من الأكيد أن عشاق الاكس بوكس أصيبوا بالحزن الشديد والأسى بسبب هذه السياسات المزعجة.
وما أكد ذلك، أنه بمجرد إعلان سوني دعم البلايستيشن PS4 للألعاب المستعملة, وإعطاء الحرية للمستخدم في استخدام الجهاز دون الاتصال بالإنترنت, حتى ارتفعت أصوات “اللعنة” على مايكروسوفت, لتنذر بخسارة مايكروسوفت المعركة وفوز سوني.
ومرت الأيام لتفاجئ مايكروسوفت الجميع، بخبر تخليها عن السياسات التي تعبر عن عدم دراستها المعمقة لسوق الألعاب، لتتدارك الموقف وتؤجل الحسم إلى وقت آخر بهدف تحقيق التوازن مع سوني. لكن في الوقت نفسه، يجب أن نعترف أن صورة مايكروسوفت اهتزت, وأسقطها الخطأ في موقف لا تحسد عليه.
هذا يعني أننا نحن المستخدمين سيكون بامكاننا تشغيل الألعاب المستعملة, وشراءها كونها غير مكلفة, كما أنه سيكون بإمكاننا استخدام PS4 أو Xbox One دون الحاجة للاتصال بالإنترنت طيلة الوقت.
تصميم المنصتين مختلف … لكن الأفضل هو الأكثر جاذبية
لا بد لنا أن نتفق على أن الأجهزة الأفضل من حيت التصميم هي التي تحمل لمسة جمالية رائعة, تتشوق لرؤيتها والتأمل في معالمها المخططة بدقة كبيرة, وتعد نحيفة وأقل وزنا ويمكنك حملها معك حيثما شئت دون صعوبات.
مايكروسوفت و سوني اعتمدتا على الشكل المربع لتصميم البلايستشن 4 و الاكس بوكس وان, لكن هناك اختلاف عميق بينهما من هذه الناحية.
فجهاز Xbox One يظهر على شكل صندوق أسود اللون، كبير الحجم وغير نحيف جدا, ومقسم من حيث أعلى الجهاز الى جزئين، الاول مغلق تماما والثاني يتضمن ثقوبا للتهوية، إضافة إلى تلك الموجودة في جوانب الجهاز, لكن ألا يشبه أجهزة الستالايت البدائية؟ ألم يكن من واجب مايكروسوفت جعله نحيفا بعض الشيء و الإبداع أكثر في شكله؟
شخصيا أعتقد أن مايكروسوفت لم تبدع كما يجب من حيث تصميم الجهاز, مما سينعكس بالطبع على مزاج الجماهير للإقبال عليه.
من جهة أخرى، يجب أن نعترف حتما أن سوني أبدعت بشكل كبير في تصميم PS4 الذي أتى بمظهر يشبه في أساسه صندوقا أيضا, لكن قسمه إلى طبقتين، واحدة علوية و أخرى سفلية، إضافة الى نحافته بشكل عام. هذا التصميم جعل من جهاز سوني مرغوبا فيه اذا اعتمدنا على معيار التصميم, أضف إلى ذلك أن جاذبيته الكبيرة ستدفع الكثيرين لاقتنائه.
من هنا يمكننا القول أن المنصتين مختلفتين بشكل كبير في التصميم, و هو ما يجعل الجماهير تختار الأفضل من وجهة نظرها.
السعر عامل قوي … هل خسرت مايكروسوفت الرهان؟
أنا متأكد أن الكثير منكم سوف يحسم اختياره بناء على سعر الجهاز, بعيدا عن التصميم والمواصفات والدعم المتوفر له.
يصل سعر الــ Xbox One إلى 499 دولاراً في الولايات المتحدة الأميركية, 429 جنيها استرلينيا في بريطانيا, و 599 دولارا في أستراليا.
بينما الـ PS4 فمتوفر بسعر 399 دولاراً في الولايات المتحدة، 349 جنيها استرلينيا في بريطانيا, 399 يورو في أوروبا, وفي أستراليا فهو متاح بسعر 549 دولارا.
وبالاعتماد عامل السعر، يبدو أن منصة PS4 تكسب الرهان مرة أخرى, ليكون Xbox One الخيار الثاني للكثير من الأشخاص الذين يعتمدون على السعر الأرخص لاقتناء المنتجات.
أول منصة تصل إلى السوق …قد تكون الأكثر مبيعا
عندما تتقارب المواصفات والقدرات بين Xbox One و PS4, قد تكون الغلبة للمنصة التي ستطرح في الأسواق العالمية أولا, ذلك أنها ستحقق مبيعات كبيرة منذ الوهلة الأولى، مما سيصعب الموقف على المنصة التي لا تزال طريحة المخازن.
مايكروسوفت حددت نوفمبر المقبل موعداً لصدور Xbox One ووصوله إلى الأسواق العالمية للحصول عليه من طرف المستخدمين.
لكن يبدو أن سوني قد تدفع ثمن تأخيرها شحن PS4 وتوفيره في حال لم يصل إلى الأسواق العالمية إلا بعد أسابيع من توفر Xbox One، و هو ما يمكن أن يحدث. وهذا يعني أن منصة Xbox One قد تحقق مبيعات كبيرة في وقت ستحاول الـ PS4 اللحاق بها.
المعالج لا يمكن أن يحسم الاختيار في هذه الحالة
هي مصادفة أن نرى تشابها كبيرا بين معالجي المنصتين, فكل منها يملك معالجا ثماني النواة, ومن المصنّع نفسه AMD.
وتتيح معالجات AMD المخصصة لكل من Xbox One و PS4، قدرة أكبر لتشغيل الألعاب الأكثر تطلبا للموارد، وتوفيراً للطاقة الكهربائية المستهلكة, إضافة إلى السرعة في الانتقال بين الألعاب والخدمات وتنفيد الاوامر ومعالجة البيانات المختلفة.
و من هذا المنطلق يمكننا القول إن المعالج لن يكون عاملاً حاسماً لتحديد اختيارات المستخدمين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا العامل كان حاسماً في السابق، عندما كانت مايكروسوفت تعتمد على معالجات IBM PowerPC بينما تعتمد سوني على معالجات Toshiba و IBM.
PS4 يتفوق على منافسه في معالج الرسوميات
لا يمكن لأحد منا أن ينكر مدى أهمية معالج الرسوميات في أجهزة الألعاب المنزلية, والتي تتيح للمستخدمين استخدام الألعاب وفق جودة معينة من الصورة وسرعة ترجمة وتمثيل الأفعال والحركات.
في الوقت نفسه، لا يمكن للمراقب أن يفضل معالج الرسوميات الخاص بـ Xbox One على ذلك المتضمن في PS4, إلا إذا كان يجهل أن معالج سوني من صنع AMD وأقوى بنسبة 50 في المئة في معالجة الرسوميات, وتوفير الطاقة الكهربائية، بعكس معالج الرسوميات في Xbox One الذي يفتقر لتلك المميزات.
وبالتالي، إذا اعتمدنا عامل معالج الرسوميات، ستتفوق سوني على مايكروسوفت وتحقق مبيعات أقوى منها بكثير.
من الأفضل لناحية الذاكرة العشوائية ؟ Xbox One أم PS4 ؟
سؤال مهم في ظل قدوم الجهازين من الناحية الأساسية بنفس الذاكرة العشوائية, لكن اختلافهما من ناحية الأداء يجعل الأمور واضحة.
فمنصة Xbox One تأتي بذاكرة عشوائية بحجم 8 جيجا بايت من نوع DDR3, بينما يأتي البلايستيشن PS4 بذاكرة عشوائية بنفس الحجم ولكن من نوع أفضل و هو DDR5.
للتوضيح، فإن جهاز مايكروسوفت يتيح فقط 5 جيجا بايت من أصل 8 جيجا بايت, بينما يتيح جهاز سوني مساحة أكبر تصل إلى 7 جيجا بايت من أصل 8 جيجا بايت التي يوفرها.
من هنا، يظهر لنا حجم الفرق الشاسع بين أداء الذاكرتين وتأثير ذلك على قوة المنصتين, و هو ما يعني أن PS4 سيكون أكثر تحملا للضغط مقارنة بمنصة Xbox One .
و النتيجة تساوي انتصار التحفة اليابانية على الوحش الأمريكي في واحد من أكثر العوامل أهمية بالنسبة لكثيرين.
من هي المنصة التي تملك يد تحكم أفضل ؟
كلما كانت يد التحكم الخاصة بجهاز الألعاب المنزلي مريحة في اليد، و لها إمكانيات أكبر، وتتضمن أزراراً تسهل اللعب, كلما كانت أفضل.
من المعروف أن يد التحكم لدى كل من مايكروسوفت وسوني لم تشهد أي تغييرات ثورية في الشكل كتلك التي شهدتها عامي 2000 و 2001، لكنها شهدت مؤخرا تحسنا كبيرا في الأداء، وحصلت على إمكانيات إضافية لتحقيق سهولة في التحكم.
يد التحكم المعروفة باسم Duelshock 4 الخاصة بالبلايستيشن 4 شهدت الكثير من التغييرات والتحسينات مقارنة بالإصدار السابق المعروف باسم DualShock 3.
و في هذا الصدد، صرح المذيع المشهور Jeff Cannata بقناة CNET TV “أن يد التحكم الخاصة بالبلايستيشن 4 أفضل بكثير من تلك الخاصة بالاكس بوكس وان التي أحبطت جماهيرها”، مؤكداً في المقابل أن يد تحكم PS4 مريحة ومميزة، بل أنها تخفي الكثير من الإمكانيات القوية.
وهنا أيضاً، أخفقت مايكروسوفت في إقناعنا بأنها أفضل من سوني.
Xbox One Kinect في مواجهة PS4 Eye
الكنكت الخاص بالاكس بوكس وان يأتي بالكثير من المميزات الجبارة حقيقة, حيث يملك جهاز مستشعر بدقة 1080 بيكسل, وقد شهد زيادة في مجال الاستشعار والترصد بنسبة وصلت الى 60 في المئة, ويدعم الأشعة تحت الحمراء, كما أنه يعمل في الظلام. وقد وصل تطور Xbox One Kinect إلى مستوى يمكنها من مراقبة توازن اللاعب, ومدى تفاعله مع اللعبة من خلال ضربات قلبه.
من جهة أخرى، جاءت البلايستيشن 4 أيضا بجهاز PlayStation Eye الذي يعد أيضا مستشعرا بصريا للحركات, ويملك كاميرتين دقة تصوير الواحدة تصل إلى 1280 في 800 بيكسل, إضافة إلى دعمه 4 مايكروفونات, ويصل مجال رؤيته إلى زاوية بقياس 85 درجة.
هذا ليس كل شيء … فجهاز PlayStation Eye مدعوم أيضا بتقنية PlayStation Move لتحديد مكان اللاعبين كي يحصل كل واحد منهم على لون ضوئي معين ينبع من أداة التحكم الخاصة بالجهاز, فضلاً عن قدرته على التعرف على الوجوه.
على هذا الأساس يمكننا القول إن الجهازين قويين ومنافسين شرسين، لكن علينا أن نأخد في عين الاعتبار حجم كل من Xbox One Kinect و PlayStation Eye عند تحديد المنصة الأفضل, وأرى أن PS4 تتفوق من هذه الناحية، أما بخصوص الأداء فأنتم ستحسمون الأمر.
PS4 و Xbox One و السباق للحصول على دعم المطورين والشركات المطورة
حتى إن أتى جهاز ما بمواصفات خارقة و بقدرات مذهلة, فإن الدعم التطويري والحصول على المزيد من الإضافات البرمجية, هي التي تقرر حقيقة نجاح جهاز على آخر.
في مجال الألعاب المنزلية، يعد حصول منصة معينة على حصة الأسد من الألعاب المشهورة والجديدة أمرا ضروريا لعمالقة صناعة أجهزة الترفيه المنزلي.
و باعتبار سوني ومايكروسوفت، إضافة إلى نينتندو، هم عمالقة هذا القطاع منذ زمن, فهم يحاولون منذ زمن التعاقد مع أشهر الاستوديوهات للحصول على محتوى ترفيهي وحصري، ولو لمدة معينة، إضافة إلى تطوير الكثير من الألعاب المتسلسلة.
هل تساءلتم عن حقيقة السبب؟
الجواب هو أنه كلما امتلكت منصة معينة ألعاباً مهمة ومشهورة بشكل حصري، كلما انتقل إليها المستخدمون من المنصات الاخرى، بهدف ممارسة ألعابهم المفضلة.
و مع إعلان مايكروسوفت عن الــ Xbox One , أزالت الستار عن الكثير من الألعاب الحصرية التي تتمتع بجماهير كبيرة من العشاق, و منها لعبة Ryse: Son of Rome و Dead Rising 3 و Forza Motorsport 5 إضافة إلى Killer Instinct و LocoCycle و أيضا Kinect Sports Rivals.
و هناك لعبة مهمة ستكون متوفرة أيضاً عبر منصة مايكروسوفت لكنها ليست حصرية، وهي Call of Duty: Ghosts التي ينتظر عشاق ألعاب التصويب من منظار أول، فضلاً عن قائمة كبيرة من الألعاب المتوفرة على باق المنصات.
من جهة أخرى، كشفت سوني أيضاً خلال مؤتمر الإعلان عن PS4 عن الكثير من الألعاب الحصرية والمثيرة، منها Killzone Shadow Fall و DriveClub إضافة إلى Knack and Diablo 3 التي سيتم إطلاقها في اليوم الأول لتوفر الجهاز.
وكشفت سوني عن عناوين مهمة ستضيف المزيد من المحتوى الترفيهي لجهازها الجديد, و منها Watch Dogs و Assassin’s Creed 4: Black Flag إضافة إلى inFamous: Second Son و The Order 1886، ولا ننسى The Witness وغيرها من الألعاب.
كما أعلنت الشركتان المتنافستان عن سعيهما المستمر لتوفير المزيد من الألعاب والدعم التطويري لمنصتيهما, عبر إنفاق المزيد من الأموال لتحفيز الأستوديوهات وشركات التطوير والإنتاج.
و بالاعتماد على هذا المعيار, فإن اختيار المنصة الأفضل سيكون من جانب المستخدمين الذين يفضلون ألعاباً عن أخرى.
أيهما أفضل في نظرك؟
العوامل الرئيسية التي ستجعلك تحدد جهاز الألعاب المنزلي تحدثنا عنها بالتفصيل, وهناك بعض العوامل الأخرى كالحصول على خدمات كالدردشة واللعب المجاني إضافة إلى مشاهدة أهم القنوات والبرامج، التي تختلف جودتها و تكلفتها من منصة إلى أخرى.
شخصيا، أفضل البلايستيشن 4 لما تقدمه من تصميم مبهر وجذاب و غير مستهلك للمساحة, إضافة إلى قدرتها على تقديم أفضل تجربة ممكنة لألعاب الجيل القادم بسعر أقل. لكن هذا لا يعني أني غير متحمس أيضا للاكس بوكس وان, فتفوقها في الأسواق العالمية لا يزال واردا, خصوصا مع انتشار شائعات وأخبار حول نية مايكروسوفت تحديث بعض مميزات الجهاز قبل إطلاقه.
وهكذا، يمكن القول إن المعركة بين عملاقي الترفيه المنزلي مفتوحة على مصراعيها في ظل احتفاظهما بأوراق مهمة وربما رابحة ستستخدم بعد إطلاق الجهازين في الأسواق، حينها سيقول المستخدمون كلمتهم.
Aucun commentaire :
Enregistrer un commentaire